شظايا الصمت والبكاء ...
لطالما عشقت الصمت و البكاء ..
ولكن هل يوجد فعلا ً من يعشق هذين الاثنين ...
هذان اللذان يزورانك مرة ....
مرة واحدة فقط لا أكثر ...
لكن هل يتركانك ويبتعدان ...
هل يقدران حق الضيافة والاكرام فينهيان زياراتهما التي دامت الكثير ....لا صدقني لن يفعلا ...
فقد أصبحت ظلهما الآن .. ملاذهما..
يغطيانك عن الحياة ....
يبعدانك عنك نورها....
يظلمان دنياك ... ويحجبان نورها...
يقطعان آملالك...
يمزقان طموحاتك ...
ويغتصبان كل أحلامك ...
يحقنانك بسمهما الأسود ...
فيقتلانك شيئاً فشيئاً ...
يحبسانك في سجن كالليل الأحم ...
لا ترى فيه سوى دموعك وآلامك...
يظلان يطاردانك مهما حاولت الهرب ..
متتبعان أصوات آهاتك...
تحاول بشتى الطرق الخروج من هذه الهوة التي لن تعرف نهايتها ...
لأنها لا تنتهي ...
فتظل تحاول أن ترسم البسمة في شفاهك .. مصارعاً البكاء...
لكن لا تنفك الدمعة تجد الطريق مرة أخرى إلى عيونك اليائسة ...
تصافح الألم منتصرة....
تحاول أن تتخلص من قيود الصمت ...
وتحرر روحك من سلاسله وأغلاله الملتهبة ...
فلا تنفك تحاول البوح ...
لكن يظل البوح قاسياً صعباٌ...
لأنه يكشف عن أشياء تحدث فيك شرخاً ...
جرحاً كنت تأمل له أن يندمل ...
لكن أليس ذلك أهون من مجزرة الصمت والبكاء ...
أليس ذلك أهون من ليال قضيتها تلملم الجراح وتصارع الأغلال وأنت تحاول الانتصار....
فأخبريه ياكلماتي واسأليه .. متى سينتهي صمتك لتزول آلامك ؟